دفاعًا عن التاريخ: (الدارة) تترجم كتابًا يناقش التحديات الفلسفية التي تواجه علم التاريخ ومنهجيته
انطلاقًا من عمل دارة الملك عبدالعزيز على حفظ التاريخ، ودراسته، والعناية به كرسالة رئيسية لها، فقد أصدرت مؤخرًا ترجمة لكتاب بعنوان (دفاعًا عن التاريخ)، يتناول موضوعات متصلة بعلم التاريخ، بما في ذلك كيفية دراسة التاريخ، والبحث فيه، والكتابة عنه، والقراءة منه.
الكتاب من تأليف ريتشارد جي إيفانز أستاذ التاريخ في إحدى الجامعات البريطانية، ويقدم نظرة عامة على المناهج المتعددة لدراسة التاريخ، محاولًا الدفاع عن هذا العلم في وجه الهجمات التي يتعرض لها، مؤكدًا على أهميته كحقل من حقول المعرفة الإنسانية.
ويناقش الكتاب الذي ترجمه وعلق عليه الدكتور محمد بن عبدالله الفريح العديد من الموضوعات المهمة، منها وضع التاريخ في سياق العلم والأخلاق، مفهوم الحقيقة التاريخية، وتوظيف الوثائق للوصول إلى الحقائق، ودراسة الأسباب وأثرها في مجريات الأحداث التاريخية، ودراسة التاريخ بين الفردي والاجتماعي، وإطار الموضوعية التاريخية، وأهمية التاريخ.
يشير الكتاب إلى أن أهمية التاريخ تنبع من كونه سجلًا للأحداث الواقعة في الزمن الماضي، ومخزونًا للتجارب والعطاءات والمنجزات الحضارية، ويؤكد على أن علم التاريخ هو العلم الذي يدرس تلك الأحداث، يحللها، يعرف أسبابها، ويشير إلى الأدلة والوثائق المؤيدة لها، حيث يُعتبر فهم الحاضر وبناء المستقبل مبنيين على قواعد راسخة من الماضي العريق.
ويتناول الكتاب الحركات الفلسفية المتعددة التي تواجه علم التاريخ وطرقه في رواية الأحداث الماضية، وترفض وجود ما يسمى بالحقيقة الموضوعية في التاريخ، وهي حركات تزعم أن الحقيقة التاريخية نسبية ومتغيرة، مستدلة على ذلك بأن حدثًا تاريخيًا واحدًا يمكن سرده بروايات مختلفة ونتائج متعددة، ويناقش الكتاب هذه المزاعم جميعًا.
ويهدف الكتاب إلى الدفاع عن علم التاريخ في وجه تلك التحديات الفلسفية، وتقديم دراسات مبنية على حقائق ثابتة وتحليل دقيق، وتعزيز الثقة في الماضي، الذي يعتبر رصيدًا معرفيًا ومخزونًا حضاريًا تستلهم منه الأجيال المتعاقبة.