يعد العلم رمزًا لسيادة الوطن وعزته وكرامته، ورمزًا لولاء الشعب لقيادته ووطنه، كما أنه يعبر عن هوية الدولة وتاريخها، وتسمّى رسمياً بـ"العلم الوطني"، وقد حظي علم المملكة العربية السعودية باحترام وتقدير المواطنين والمقيمين على أرضها؛ لما تحمله من معاني الانتماء والمواطنة، إلى جانب أنها تحمل جميع معاني الوحدة، والعزة، والإنجاز، والقوة، والفخر، والسلام، كما تحظى باحترام العالم الإسلامي لما تحمله من دلالات دينية وما ترمز إليه من دولة كريمة مهتمة بشؤون العالم الإسلامي، وقائمة على شؤون الحرمين الشريفين، فضلاً عن الاحترام العالمي لها نظراً لمواقف الدولة التي ترمز لها هذه الراية والقائمة على الجانب الإنساني، والعدل، والاحترام المتبادل.
ويجسد العلم الوطني للمملكة العربية السعودية مفهوم الدولة، ويعبر عن الوحدة الوطنية والعمق التاريخي لها، كما يعبر عن الشموخ والعزة والمكانة والكرامة، والمبادئ التي تقوم عليها البلاد، وقد جاء اختيار اللون الأخضر للعلم السعودي رمزاً للخضرة والنماء وتعبيراً عن الخيرات التي تجود بها أرض المملكة العربية السعودية. أما كلمة الشهادة فهي تعبر عن وحدانية الله والتأكيد على أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله وخاتم النبيين. أما السيف فيشير إلى العدل والدفاع عن الدين والوطن.
وجاء يوم العلم في يوم 27 ذي الحجة 1355هـ الموافق 11 مارس 1937م وهو اليوم الذي أقر فيه الملك عبدالعزيز ـ طيب الله ثراه ـ العلم بشكله الذي نراه اليوم يرفرف بدلالاته العظيمة التي تشير إلى التوحيد والعدل والقوة والنماء والرخاء، بأمر ملكي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز رقم أ / 303 تاريخ 9/ 8/ 1444هـ انطلاقاً من قيمة العلم الوطني الممتدة عبر تاريخ الدولة السعودية منذ تأسيسها في عام 1139هـ الموافق 1727م، والذي يرمز بشهادة التوحيد التي تتوسطه إلى رسالة السلام والإسلام التي قامت عليها هذه الدولة المباركة ويرمز بالسيف إلى القوة والأنفة وعلو الحكمة والمكانة، وعلى مدى نحو ثلاثة قرون كان هذا العلم شاهداً على حملات توحيد البلاد التي خاضتها الدولة السعودية، واتخذ منه مواطنو ومواطنات هذا الوطن راية للعز شامخة لا تُنكّس، وإيماناً بما يشكله العلم من أهمية بالغة بوصفه مظهراً من مظاهر الدولة وقوتها وسيادتها ورمزاً للتلاحم والائتلاف والوحدة الوطنية.
تعريف العلم:
ــ العَلَمُ لغة:
العلم ُ أصله من مادة (علم) ف "العين واللام والميم أصل صحيح واحد، يدل على أثر بالشيء يتميز به عن غيره، ومن ذلك العلامة، وهي معروفة، يقال: علمت على الشيء علامة، ويقال: أعلم الفارس، إذا كانت له علامة في الحرب،وخرج فلان معلما بكذا، والعلم: الراية، والجمع أعلام، والعلم: الجبل، وكل شيء يكون معلما: خلاف المجهل، وجمع العلم أعلام"()، "والعقاب: العلم الضخم تشبيها بالعقاب الطائر"().
"قال الراجز: ولحق تلحق من أقرابها ... تحت لواء الموت أو عقابها"().
وأما تعريف العلم هو: "رسم الثوب ورقمه في أطرافه، والعلم: الراية التي يجتمع إليها الجند، وقيل هو: ما يعقد على الرمح ، وإياه عنى أبو صخر الهذلي مشبعا الفتحة حتى حدثت بعدها ألف في قوله:(يشج بها عرض الفلاة تعسفا... وأما إذا يخفى من أرض علامها)()، و"علم من الجبل: أعلى موضع فيه، أو أعلى ما يلحقه بصرك منه. ومنه قول الخنساء:
(وإن صخرا لتأتم الهداة به... كأنه علم في رأسه نار)، والعلم: علم الجيش. والعلم: علم الثوب"()، ومن المصطلحات اللغوية للعلم أيضاً الدرفس: "العلم الكبير"()، والبند "العلم الكبير"().
أذن فقد عرف العَلَمِ بمصطلحات لغوية أطلقت عليه في مراحل زمنية متعدد،وكلها تشترك في الدلالة على مفهوم واحد، ومن تلك المرادفات: (الراية)، و(اللواء) و(البند)، و(البيرق)، و(الدرفس)، و(العقاب)، و(النصب)، وكلها يقصد بها: قطعة من القماش تعقد على رمح، أو قائم،وترفع ليهتدي بها وتصبح شعارًا دالاً على ما وضع له،وترفع في السلم وفي الحرب، وهي رمز وإشارة لمعنى خاص().
أذن فألفاظ العلم بعضها كلمات عربية الأصل، مثل:(العلم)، (الراية)، (اللواء). وبعضها ألفاظ معربة استعملها العرب، مثل: (البيرق)، (الدرفس)، (النصب)، (البند)، (العقاب)().
ـــ العَلَمُ اصطلاحاً:
عرف العلامة القلقشندي الأعلامُ بأنها: "الرايات التي تحمل خلف السلطان عند ركوبه"()، والراية: "العَلَم الصغير، واللواء: العَلَمِ الكبير"()، وقال الزبيدي العَلَم: "رسم الثوب ورقمه في أطرافه، والعلم: الراية التي يجتمع إليها الجند"()، وكلها يقصد بها: قطعة من القماش تعقد على رمح، أو قائم ليهتدي بها ،وتصبح شعارًا دالاً على ما وضع له، وترفع في السلم وفي الحرب، وهي رمز وإشارة لمعنى خاص، لكنها في الحقيقة والدلالة رمز شرف الأمة وأمجاد تاريخها().
وهو علامةٌ لشيء معين تفرد به عما سواه، ويقصد به كل ما هو معلوم()، أي أن العلم يشمل كل ما هو بارز معلوم().
مر علم المملكة العربية السعودية بالعديد من المراحل خلال الحقب التاريخية الماضية قبل أن تتشكل بصورتها النهائية، فقد تأصلت جذورها منذ عهد الدولة السعودية الأولى التي تأسست على يد الإمام محمد بن سعود عام (1139ه/1727م)، وعندما تسلم مقاليد الحكم في الدرعية رفعت أول راية في التاريخ السعودي.
كانت راية الدولة السعودية الأولى خضراء مشغولة من الخز والإبريسم، مكتوب عليها شهادة التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، وقد عقدت على سارية بسيطة (). وكان الإمام عبدالعزيز بن محمد، وابنه الإمام سعود بن عبدالعزيز يبعثان الرسل إلى رؤساء القبائل، ويحددان لهم يوماً ومكاناً معلوماً على ماء معين، وتتقدمهما الراية، فتنصب على ذلك المورد، فلا يتخلف أحد من رؤساء القبائل().
كما كان للعلم ظهورٌ بارزٌ في عهد الدولة السعودية الثانية التي تأسست على يد الإمام تركي بن عبدالله عام 1240ه/1825م، فكان الإمام تركي عندما يرغب بالغزو يرسل في بادئ الأمر رسله إلى أمراء البلدان ورؤساء العربان ويتفق معهم على يومٍ محددٍ، ثم يسند الراية بالقرب من باب قصره قبل خروجه بمدة زمنية تتراوح بين اليوم والثلاثة أيام، وقد سار الإمام فيصل بن تركي على نهج والده فيما يخص الراية().
وعندما بدأ الملك عبدالعزيز مسيرة التوحيد استند على راية أجداده، واتخذها راية له، وكانت مربعة الشكل والجزء الذي يلي السارية منها أبيض وفيه جزءٌ أخضرٌ وكتب في منتصفها شهادة التوحيد، التي يعلوها سيفان متقاطعان(). ثم تغير شكلها ليكون رايةً خضراء تتوسطها شهادة التوحيد وأعلاها سيفٌ مسلول ().
ثم أصبحت الراية مستطيلة الشكل، عرضها يساوي ثلثي طولها، وظلت متمسكةً بلونها الأخضر وتتوسطها شهادة التوحيد والسيف المسلول باللون الأبيض(). وعلى الرغم من مرور ثلاثة قرون متتالية إلا ان العلم السعودي ظل محتفظاً بملامح هويته المتجذرة.
اتخذت الدولة السعودية الأولى والثانية الراية خضراء وجانبها أبيض ويتوسطها عبارة: لا إله إلا الله - محمد رسول الله.
↓
مراحل تطور العلم
أسماء ورموز ودلالات العلم
أخطاء شائعة عن العلم السعودي