برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نهار بن سعود بن عبدالعزيز محافظ الطائف؛ نظمت دارة الملك عبدالعزيز ممثلةً في مركز تاريخ الطائف اليوم؛ ندوة علمية عن "عثمان بن عبدالرحمن المضايفي العدواني"، ضمن برنامجها العلمي (من أعلام المملكة العربية السعودية)، وذلك بفندق الانتركونتننتال الطائف.
يأتي هذا البرنامج ضمن جهود الدارة التي سعت إليها بعد توجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بعقد هذه الندوات، والاحتفاء برجالات الدولة الذين أسهموا في البناء والنماء.
وسلطت الندوة الضوء على مجموعة من البحوث والأوراق التخصصية التي قدمها عدداً من المؤرخين والمهتمين في التاريخ السعودي؛ تناولت جوانب عديدة من حياة عثمان المضايفي ونشأته وشخصيته وإسهاماته إلى استشهاده عام 1228هـ، حيث لُقب بالمضايفي لتوليه الإشراف على ضيافة كبار الضيوف في مكة المكرمة والتي تنقل بينها وبين الطائف في قرية العُبيلاء مسقط رأسه؛ وتطرق متحدثو الندوة إلى شخصيته القيادية وحكمته وصدقه، حيث بادر إلى تأييد "الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود"، ومبايعته واقتناعه بمبادئ الدولة السعودية الأولى، التي أسسها الإمام محمد بن سعود عام 1139هـ (1727م)، وإسهامه في الجوانب العسكرية والسياسية، ومشاركته في الحملة لتوحيد الطائف، ضمن أجزاء الدولة السعودية الأولى.
وأوجدت الطائف لنفسها في عهد الدولة السعودية الأولى مكانة تفتخر بها تحت راية التوحيد، فقد عاد عثمان المضايفي خلال رحلته من الدرعية إلى العُبيلاء شمالي الطائف وتحديدًا في قلعة مروان، محملاً بتعيين وتنصيب من الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود؛ وأخذ يجمع وجهاء وأفراد القبائل ومن حوله في الطائف؛ جعل من أبنائها مثالاً للتلاحم والوحدة الوطنية في نسيج اجتماعي منقطع النظير منذ زمن قديم.
و أغرقت أولى المشاركات في الندوة، التساؤل والبحث عن سيرة المضايفي التاريخية التي اتسمت بالصدق والأمانة والشجاعة وعن أهم مشاهدة في الدولة السعودية الأولى، حيث تناول المتحدِّثون ورجالات الفكر والأدب والتاريخ صورًا اجتماعيه - من داخل قبة الندوة- عن دورَ المضايفي والأعمال الجلية والمؤثِّرة ودوره في تاريخ الدولة السعودية الأولى.
واستهل معالي الدكتور سعيد بن عمر آل عمر حديثه عن جميع جوانب حياة المضايفي وأعماله وتضحياته، وولاءة للدولة السعودية الأولى، كما تحدث الدكتور يوسف بن علي الثقفي عن دور المضايفي في تنصيب العلّم السعودي في العبيلاء، واختتم الدكتور عبداللطيف بن محمد الحميد عن سيرته من الانتصار إلى الشهادة.
حضر الندوة معالي أمين دارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد السماري وقال في هذا المحفل:
" ليس سهلا أن تجد شخصية مثل عثمان المضايفي وأقرانه يتولون هذه المسؤولية الوطنية، ويستوعبون مبادئها، دولة تقوم على أسس واضحة تُعنى بالإنسان وبالمكان وبالمصلحة العامة، هنا انتفت القبيلة، انتفى المكان الصغير، انتفت الشخصية والمصلحة الشخصية وانغمست بوطن ودولة وقيادة ومجتمع، هذا الدرس الذي نتعلمه "
كما حضر الندوة الرئيس التنفيذي لدارة الملك عبدالعزيز سعادة الأستاذ تركي الشويعر، و وكيل محافظة الطائف ناصر السبيعي؛ ورئيس جامعة الطائف المكلف الدكتور خالد السواط.