واشتمل العدد على ثلاثة بحوث علمية، وبدأ ببحث عنوانه (أسعار المواد الغذائية في المملكة العربية السعودية (1344-1364هـ/1926-1945م): دراسة تاريخية)، وهو من إعداد الأستاذة الدكتورة مها بنت علي آل خشيل، والدكتورة نوف بنت رزق الروضان، واللتين تناولتا دراسة أسعار المواد الغذائية في المملكة العربية السعودية، والعوامل التي أثرت فيها، والإجراءات التي اتخذتها الحكومة لضمان استقرارها في المدة (1344-1364هـ/1926-1945م)، والتي تتزامن مع مرحلة مهمة من مراحل بناء المملكة اتسمت بالعمل لتعزيز الاندماج والتكامل بين مناطقها جميعًا بتعزيز الوحدة التنظيمية، والمالية، والاقتصادية في ظل موارد مالية محدودة، وترمي الدراسة إلى تتبُّع وضع أسعار المواد الغذائية وآثارها على المواطنين، وتحليل العوامل التي أثرت فيها، ومناقشة الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لضبطها، واتبعت الدراسة المنهج التاريخي التحليلي، واعتمدت على مصادر متنوعة، أهمها الوثائق المحلية المحفوظة في دارة الملك عبدالعزيز، ومعهد الإدارة العامة، ومكتبة الملك فهد الوطنية.
تلا ذلك بحث بعنوان (الأفشين في الميزان التاريخي)، وهو من تأليف الدكتور محمد بن عبدالله الشويعر، حيث تناول شخصية دارت حولها شكوك كثيرة وكثرت فيها الأقاويل في عصر الدولة العباسية، وهي شخصية حيدر بن كاوس الأشروسني الملقب بالأفشين، الذي كان فارسًا مقدامًا، ظهر على ساحة الأحداث في مطلع سنة 220 هـ فحظي بمكانة كبيرة لدى المعتصم بالله العباسي الذي قرّبه وعيّنه قائدًا عامًّا للجيوش، واعتمد عليه في كثير من الشؤون العسكرية، فنجح في إخماد بعض الثورات التي شغلت العباسيين حينًا من الدهر، وفي غيرها من المهمات التي كُلف بها، ولكن نهايته كانت مأساوية برغم ما قدّمه من خدمات جليلة للدولة العباسية، إذ تعرّض بسبب تلك المكانة التي بلغها للدسائس والمكايد والمكر من خصومه وحُسَّاده، ووُجِّهت إليه تهمة الخيانة العظمى والزندقة والكُفر، فشُكّلت محكمة لمحاكمته ومناظرته، وصدر حُكمها بقَتْله وصَلْبه، ثم أُحرقت جُثته سنة 226 هـ.
أما البحث الثالث والأخير فهو من إعداد الدكتورة نوال بنت فرحان الخالدي، بعنوان (الأغزاز في المغرب والأندلس أصولهم، دخولهم، أدوارهم، علاقاتهم بالمجتمع)، حيث تناولت الباحثة قدوم الأغزاز بلاد المغرب والأندلس من مصر في القرن ( ٥هـ/ ١١م)، واستقرارهم فيها، حتى صاروا جزءًا منها، ويرصد البحث أصولهم، وزمن دخولهم، واختلاف المؤرخين في الحقبة التي وُجِدوا فيها، والغرض الذي وفدوا من أجله، والمناصب التي تقلدوها، وذيل البحث بمحاولة لمعرفة مصير الأغزاز وما آل إليه أمرهم.