مساحته 2700 متر مربع وتفردت عمارتة بالحجارة الجيرية
 
 عامان من البناء

ويعدّ القصر الذي سمّي باسم قرية كاف إحدى القرى المجتمعة التي سميت بسببها القريات بهذا الاسم أحد الحصون ذات النمط القديم بطابعة التراثي والتاريخي الفريد وقربه من بعض المواقع الأثرية الأخرى كقلعة الصعيدي التاريخية ، الموجودة في الجهة الغربية منه ، كما روعي في أساساته أن تكون من جدران حجرية ، ويوجد على أطرافه عدد كبير من الأبراج ، وعرف على أنه حصن حربي استخدم في عصر الدولة العثمانية ، لحماية القوافل التجارية و قوافل الحجاج .
وكشفت الدارة أن بناء قصر كاف الأثري استغرق حوالي عامين ، وكان ذلك في عهد الشيخ نواف بن النوري بن هزاع الشعلان شيخ قبيلة الرولة ، الذي كان يحكم المنطقة ويتخذ من هذا القصر مقراً لحكمه في ذلك الوقت ، ويقع على تل متوسط الارتفاع في الجهة الشمالية الشرقية من قرية كاف ، وله بوابتان رئيسيتان ، ويحاط بسور يضم أربعة أبراج للمراقبة في أركانه مشيرة إلى أن القصر يشتمل على مجموعة من الغرف والقاعات ، كانت لها العديد من الاستخدامات كالسكن والإدارة والأعمال الرسمية والمستودعات ، ويشمل أيضا عناصر معمارية مميزة مثل العقود والأعمدة والأفاريز الرائعة .
 

بوابتان .. وأربعة أبراج للمراقبة                                                                  
 
مقر الإمارة السعودية

وأوردت أنه تم تسليم القصر إلى الملك عبد العزيز آل سعود - رحمه الله- في عام 1344هـ ، كما أنه توجد على بوابة القصر الرئيسة وثيقة حجرية تاريخية لبنائه تضمنت تاريخ البناء وهو 23 رجب 1338هـ تم وضعها في تصميم البناء نفسه ، وقد أصبح القصر مقراً للحكم السعودي في المنطقة حيث تعاقب على العمل فيه عدد من الأمراء وهم : علي بن بطاح ، وكان أول أمير في القريات وذلك في شهر رمضان من عام 1344هـ ، وعبدالله بن حمدان ، وعبدالله الحواس ، وصالح بن عبدالواحد ، وعبدالعزيز بن زيد ، وعبدالعزيز السديري ، الذي تم في عهده نقل مقر الإمارة من قرية كاف إلى مقر القريات الحالي وذلك في عام 1357هـ ، ومن ثم ظل القصر مقراً لمركز إمارة كاف ، ثم ترك وسلّم لوحدة الآثار والمتاحف في إدارة التعليم بالقريات ، حيث تم عمل توثيق وتسجيل له ، وتم بعد ذلك ترميمه .
 

القصر يحتفظ بمفردات العمارة الإسلامية
 
 
سياحة وعلاج

يذكر أن قرية كاف تقع شمال محافظة القريات بالقرب من قصر كاف على بعد 27 كيلومتراً من التجمع السكاني ، وتتألف من بيوت طينية متلاصقة ، تنتشر فيها مزارع النخيل ويتوسطها مسجد قديم مبني من الحجارة ، وتضم مدرسة مبنية من الحجارة أيضاً بالطراز المعماري الإسلامي القديم ، وتوجد في القرية منطقة سبخه إضافة إلى العديد من العيون الكبريتية الجارية التي تستخدم في ري مزارع النخيل .
ويرتاد القرية في الوقت الحاضر الكثير من الزوار للعلاج بالمياه الكبريتية من الأمراض الجلدية ، وقد تم اختيار الموقع سياحياً لأهميته التراثية والعلاجية ولتكامله السياحي مع مواقع سياحية مجاورة مثل قصر كاف وقلعة الصعيدي ، وهذا ما يدلل على أن المملكة العربية السعودية تمتلئ بالمواقع الأثرية المهمة التي تعد شاهداً على الإرث التراثي الكبير ، ودليل حاضر على البراعة والإتقان المعماري الذي تم به البناء والتشييد بمعدات قليلة وإمكانيات ضعيفة .