قلعة "زعبل"..عين على التجارة وعين على الحماية


تتحدى قلعة زعبل في الشمال الغربي من سكاكا الجوف، ظروف الزمان والمكان بالرغم من أنها من أقدم القلاع في الجزيرة العربية، حيث يرجع بناؤها لتكون حصنًا حربيًّا مبنية بالحجر الرملي والطين إلى أكثر من (400) عام، وظلت مستمرة إلى القرن الأول الميلادي، طبقًا لروايات المؤرخين المختصين بالحفريات الأثرية الحديثة، إلا أن آخر بناء لها كان منذ أكثر من 200 عام بدرجها الأبيض المرصوف بشكل متماسك وملفت، وعلى مساحة تقدر بـ 5600 متر مربع .
الماء والأمن
فالقلعة ذات بناء غير منتظم، وتعلوها أربعة أبراج مخروطية على كل زاوية، صممت للمراقبة، والاستخدامات الحربية، كما أن فيها بعض المجالس للاجتماعات، وغرفتين، ولا توجد بها بئر كما هي الحال في قصر مارد في دومة الجندل، وهذا ما قلل من قيمتها كحصن دفاعي إلا أنه عُوّض عن ذلك النقص ببناء أحواض دائرية الشكل بجوار جدرانها لحفظ الماء، ويوجد في سور القلعة فتحات بمقاسات صغيرة للمراقبة الآمنة للهجوم المعادي وأيضًا للمحافظة على أمن الطريق التجاري بين الشام والعراق المار بمنطقتها .
حماية سكاكا
وأشارت الدارة في توثيقها إلى أن هذه القلعة الأثرية تعد من أقوى القلاع الحربية من حيث المنعة والحصانة في ذلك التاريخ، وظلّت صُلْبة تقوم بدورها في حماية سكاكا لحقب تاريخية ماضية، بفضل هذه المنعة، إضافة إلى تحصينها الشديد، وصعوبة الوصول إليها حيث بنيت على هضبة من الصخر الرملي على ارتفاع 50 مترًا، وكان استخدامها للأغراض العسكرية ثم تطور في الأزمنة الآمنة إلى الاستخدام المدني، وتعد قلعة زعبل رمزًا من رموز البطولات الماضية، وبقيت حتى الوقت الحاضر من المعالم الأثرية الموجودة في المملكة العربية السعودية.
تخريب وصمود
ويظهر حسب الكتابات التوثيقية للقلعة أنه قد أعيد تجديدها مرات عديدة، حيث كانت تهدم من قبل المهاجمين في حالات انتصارهم، ويتم تخريبها في محاولة للتخلص منها حتى لا يحتمي بها أهلها مرة أخرى، وذلك نظراً للموقع الاستراتيجي.
الرعاية والاهتمام
وأكدت الدارة أن قلعة زعبل لقيت في العهد السعودي كل الرعاية والاهتمام، لتبقى حاضرة بمخزونها المعلوماتي التراثي والتاريخي، لما عرف عن المنطقة بأنها أول موقع استوطنه الإنسان في جزيرة العرب قبل أكثر من 1.3مليون عام، حسب آراء الأثريين وفقًا للمدونات الاستكشافية ولكثرة الشواهد من القلاع والحصون والملقيات والحفريات المكتشفة في نواحي المنطقة .