خمسة بحوث محكَّمة في مجالات التاريخ والآثار والثقافة تطرحها مجلة (الدارة) للمجتمع العلمي

 

 

 

أصدرت المجلة (الدارة) التابعة لدارة الملك عبدالعزيز مؤخرًا عددًا جديدًا يتضمن مجموعة من البحوث العلمية المحكَّمة التي تناولت عددًا من الموضوعات التاريخية والآثارية والثقافية، وذلك انطلاقًا من رؤيتها المتمثلة في تحقيق الريادة في النشر العلمي المتميز في المحتوى والتأثير والمرجعية، في مجالات تاريخ المملكة العربية السعودية والجزيرة العربية وجغرافيتها وآدابها.


واستهلت المجلة بحوثها ببحث بعنوان (تداول نقود اللارين والطويلة في الجزيرة العربية والمشرق منذ القرن الحادي عشر الهجري/السابع عشر الميلادي حتى منتصف القرن الرابع عشر الهجري/العشرين الميلادي)، من تأليف الأستاذ الدكتور عاطف منصور رمضان من قسم الآثار الإسلامية بكلية الآثار في جامعة الفيوم، والذي تناول بالدراسة ثلاثًا وعشرين قطعةً من نقد اللارين والطويلة محفوظة في عددٍ من المتاحف العالمية، وهي من النقد الذي كان متداولاً في القرون الثلاثة من 11-14هـ/ 17-20م في الجزيرة العربية والمشرق من سواحل الخليج العربي إلى جنوب شرق آسيا والهند، وسُكّ بتصميم جديد ومبتكر، وعدَّه بعض الباحثين والمؤرخين اختراعًا إسلاميًّا بحتًا، وكان ظهوره بمنزلة الحد الفاصل في تاريخ النقود العالمية من حيث الشكل والقيمة والقبول في التجارة العالمية؛ لأنه أحدث كسرًا في الجمود الذي أصاب المسكوكات في النظام النقدي العالمي، وذاعت شهرة هذا النقد في التجارة لجودة المعدن الذي سُكَّ منه، وانتشر تداوله في التجارة العالمية انتشارًا كبيرًا وسريعًا.


أما البحث الثاني من العدد فجاء بعنوان (مراسلات العالم أبي العباس المقري التلمساني للشيخ عبد الرحمن بن مرشد مفتي الديار الحجازية ما بين سنتي 1034و 1036هـ 1624-1626م) للأستاذة الدكتورة فاطمة مصطفى بلهواري من قسم التاريخ بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية في جامعة السلطان قابوس، حيث تطرقت في دراستها إلى جملة من المراسلات التي ضمتها الرحلة المدوّنة للعالم الأديب المؤرخ شهاب الدين أبي العباس المقري التلمساني (ت1041هـ) إلى المشرق والمغرب، وهي تلك التي كانت بينه وبين مفتي الحرمين الشريفين الشيخ عبد الرحمن بن مرشد، وأوردها المقري ضمن النبذة الأخيرة من رحلته تحت عنوان (إتحاف المنشي والمنشد ببعض كلام الإمام مفتي الحرمين ابن مرشد)، لتحاول الدراسة الكشف عن مضامين تلك المراسلات وتحليلها وبيان أثرها في تدوين تاريخ شبه الجزيرة العربية بعامة وتاريخ غرب الجزيرة العربية بخاصة، معتمدةً على المنهج التاريخي القائم على الوصف والتحليل، وتكشف تلك المراسلات عن كثير من المعلومات عن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعسكرية والإدارية في غرب الجزيرة العربية وبعض الأقطار العربية، وعن سير الحج والوضع الأمني في القرن الحادي عشر الهجري/السابع عشر الميلادي.


وجاء البحث الثالث من بحوث المجلة بعنوان (مصحف الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي المحفوظ بمجموعة كير بمتحف دالاس للفنون: دراسة فنية آثارية)، من إعداد الأستاذ محمد مجدي الديب، وهو دراسة فنية آثارية لأحد أقدم مصاحف آل زنكي، وهو مصحف الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي (ت569هـ/1174م)، المؤرخ بعام 562هـ/1167م، وهو مصحف موقوف على المدرسة الحنفية بدمشق، ومحفوظ حاليًّا في مجموعة كير للفن الإسلامي المُعارة إلى متحف دالاس للفنون بالولايات المتحدة الأمريكية، فتتناول الدراسة الجانب الوصفي الآثاري لهذا المصحف، والبنية المادية لمجلداته بوصف غلافه وصفحات متنه وختامه، ونوع الخط المستخدم في كتابته وأسلوبه ونوع مداده، والوقف المقيَّد عليه وتاريخه، وخطاطه ومزخرفه، ثم تعرّج الدراسة بالتحليل على النواحي الفنية فتصف أنماط زخارفه، وأشكال كتابة عناوين السور فيه، وفواصل الآيات وعلامات الوقف ورموزه، والدلائل التي تشير إلى وجود هيئة رقابية لمراجعة المصحف وتصحيحه قبل السماح بتداوله.


ينتقل العدد إلى البحث الرابع الذي جاء بعنوان (نقش سبئي جديد من معبد أواه: دراسة في دلالاته اللغوية والحضارية)، وهو من إعداد الدكتور محمد بن عبد الرحمن الحازمي من قسم السياحة والآثار بكلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة جازان، ويعنى بالدراسة التحليلية لنقش سبئي جديد غير منشور عُثر عليه في معبد (أوام) بمأرب، مع توضيح دلالاته اللغوية والحضارية، ويعود تاريخه إلى المدة ما بين القرن الأول قبل الميلاد والقرن الأول الميلادي ويتكون من سبعة أسطر، دُوّنت بأسلوب الحفر الغائر على لوح من الحجر الصابوني، وبحروف واضحة ومتناسقة في الحجم والشكل، وهو ذو طابع نذري يذكر تقديم تمثال من البرونز للمعبود (المقة).


ويختتم العدد بحوثه ببحث عنوانه (التصور الإلهي عند الثموديين من خلال النقوش الصخرية الثمودية)، الذي أعدته الدكتورة منار بنت عثمان الخضير من قسم أصول الدين بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة الملك فيصل، والتي سعت في هذه الدراسة إلى الإجابة عن مجموعة من الأسئلة العقدية عند القبائل العربية البائدة التي اصطلح على تسميتها بالثموديين، من خلال قراءة جملة من النقوش الصخرية التي عُثر عليها في الغرب والشمال الغربي من المملكة العربية السعودية، في محاولة للوصول إلى معرفة الحالة الدينية في حقبة كتابة تلك النقوش الثمودية، وإلى ماذا ترجع أصول ذلك التصور، معتمدة على منهجي الاستقراء والتحليل، مع الاستئناس بالنصوص الشرعية لتأييد ما توصلت إليه من نتائج.

تصفح العدد من خلال الرابط: