دراسة تاريخية عن تطور الزراعة السعودية في أحدث إصدارات دارة الملك عبدالعزيز

في إصدار جديد لدارة الملك عبدالعزيز، سبرت الكاتبة دلال بنت زيد بن معدّي أغوار حقبة تاريخية زراعية مليئة بالتحديات والتحولات، إبَّان عهد المؤسس -طيب الله ثراه- وقبيل توحيده المملكة، وسَعت في كتابها "الزراعة في عهد الملك عبدالعزيز آل سعود-دراسة حضارية تاريخية" إلى تأصيل التطور الهائلة الذي طرأ على القطاع الزراعي في المملكة، وتأريخ مراحل النهضة والتغيير التي شهدتها الحياة الزراعية في تلك المرحلة، واستعرضت

التطورات الكبيرة في المجال الزراعي من الناحية التاريخية، والجهود التي بذلتها الدولة للنهوض به.

اعتمدت الباحثة في هذه الدراسة العلمية على مصادر موثوقة حصلت عليها من دارة الملك عبدالعزيز، ومعهد الإدارة العامة، ومركز الأرشيف الوطني بالرياض، لإثراء موضوعات الدراسة على اختلافها، وإكمال المفقود من حقائقها التاريخية، وإضافة معلومات جديدة تناولت بعض المراسيم والتوجيهات الملكية، والاتفاقيات والقرارات التي اتخذت لرفع النشاط الزراعي وغيرها.
تناول الفصل الأول من الكتاب ملامح السياسة الزراعية في عهد الملك عبدالعزيز -يرحمه الله- وتشجيعه القطاع الزراعي على نحو خاص، من خلال توجيهاته بإنشاء الهجر لتأمين حياة المزارعين من الاعتداءات والسلب والفتن وتوحيدهم فيها، وتأسيس أول هيئة تولت التنظيمات الإدارية في المجال الزراعي وشؤون المزارعين، وحفر الآبار وترميمها وتوفير المياه باعتبارها ركيزة تقوم عليها الزراعة، وصولاً إلى إنشاء الهيئات المائية والمشروعات الزراعية، والإعفاءات الجمركية على المعدات وغيرها.
واستعرضت الكاتبة في الفصل الثاني العوامل المؤثرة في نهضة الزراعة، مع ظهور النفط وبدء تكريره، وتأسيس أول مديرية للزراعة بعد توحيد المملكة، والانضمام إلى منظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو) والمشاركة في العديد من المؤتمرات الدولية التي تُعنى بتطوير الزراعة.
وركزت في الفصل الثالث على الإنجازات الزراعية التي تحققت في عهد المؤسس، واستعرضت مشروع الخرج الزراعي بصفته أول مشروع ينعش البلاد اقتصاديًّا بمحاصيله الزراعية، وأثره الكبير في سكان المملكة.
وأفردت في الفصل الرابع مساحة واسعة عن وزارة الزراعة منذ تأسيسها برئاسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز -يرحمه الله- وجهودها في تطوير المجال الزراعي وزيادة الإنتاج في عهد الملك عبدالعزيز، ودورها في مواجهة الآفات الزراعية آنذاك.