معالي الأمين العام المكلف بمناسبة يوم العلم

كلمة معالي أمين عام دارة الملك عبدالعزيز المكلف الدكتور فهد بن عبدالله السماري بمناسبة صدور الأمر الملكي بأن يكون يوم (11مارس) من كل عام يومًا خاصًّا بالعلم باسم (يوم العلم)
يعد صدور الأمر الملكي الكريم بأن يكون يوم (11 مارس) من كل عام يومًا خاصًّا بالعلم باسم (يوم العلم) امتدادًا طبيعيًّا لمسار أئمة وملوك حرصوا منذ تأسيس الدولة السعودية في عام 1139هـ الموافق 1727م حتى عهدنا الزاهر اليوم برعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان رعاه الله الذي أنبت في كياننا الثقافي والوطني بذرات عظيمة منها هذه المبادرة في تخصيص يوم العلم الذي وجه به خادم الحرمين الشريفين. كما أن هذه المبادرة تعكس تأصيل القيم النبيلة السامية في الوجدان الشعبي والعقل الجمعي لأبناء الوطن، من أجل تحقيق اللحمة الوطنية والوحدة في النسيج الاجتماعي اللازمين لتحقيق التقدم والازدهار لأي أمة طموحة للمستقبل، كما يمثل الأمر الكريم تأكيدًا لثقافة سعودية أصيلة تنظر للعلم السعودي نظرة فخر وتكريم، لما يحمله من معانٍ إيمانية سامية، ولما يمثله من كيان عظيم هو المملكة العربية السعودية.
الراية السعودية، التي تسمى أيضًا بـ (بيرق التوحيد)، تحتوى قيمًا ومعاني تميزها عن أي راية ترفع على هذه البسيطة، ما يدفع الإنسان السعودي إلى الفخر والزهو لانتمائه إلى وطن يرفع هذه الراية تحديدًا، ولعيشه الرغيد تحت ظلالها الوارف، وعلى رأس تلك القيم الاحترام والتعظيم الذي يحظى به العلم السعودي.
ويقودنا العلم السعودي إلى قيمة الوِحدة بين مكونات المجتمع السعودي التي يحققها من خلال عاملين هما كلمة التوحيد التي تحمل من ضمن ما تحمل معنى الوِحدة المجتمعية والسياسية والوجدانية في كامل مفاصل الدولة السعودية على مدى تاريخها المجيد، والعامل الثاني ما يمثله العلم من دافع نحو التجمع والتعاضد والتآزر بين أطياف المجتمع وشرائحه كافة.
وتأتي قيمة الانتماء ضمن القيم المهمة التي يضفيها (العلم السعودي) إلى النفوس الصحيحة في أفئدة الشعب السعودي الأبي، حيث يبعث فيها معاني الانتماء إلى القيادة والوطن والدين، إضافة إلى الانتماء البيني المتبادل بين أفراد الشعب وقيادات الوطن.
كما تعد قيمة (الفداء) قيمة مضافة يؤديها العلم السعودي، فالعلم هو رمز الدولة الذي يلزم كل من ينتمي إليها حمايته، والحرص على بقائه مرتفعًا خفاقًا في مكانه اللائق، والدفاع عنه والذود.
وتأتي قيمة (السلام) كقيمة ناتجة بشكل طبيعي من وجود دولة تمكنت من امتلاك سيادتها على كل شبر من أنحائها الشاسعة، وأن تنشر السلام والسلم على كل بقعة مكانية وخلال كل لحظة زمانية، لتتحول راياتها المرفوعة في أرجائها إلى رمز للسلام يشعر به كل من يراها، ويأنس بلونها الأخضر الذي يرمز إلى السلام وهدوء النفس واستقرارها.