معالي الأمين العام المكلف بمناسبة يوم التأسيس

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

التأسيس: معين ومعانٍ
يوم التأسيس الذي نحتفل بمناسبته السنوية اليوم يمثل للسعودي معينًا من المعاني السامية التي تتدفق في فياض من الأنفس الأبية لأبناء الوطن وبناته، ورياضٍ من الثقافة والفكر التي ستحتضن كل تلك المعاني بفائق عنايتها حتى يتفتح زهرها، ويفوح أريجها، ليكون لهذا اليوم وقع عملي وإيجابي في مسيرة التنمية المستدامة التي تشهدها المملكة العربية السعودية، وتحقيق مستهدفات الرؤية السعودية البنَّاءة، في ظل قيادتها الحكيمة وعلى رأسها مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظهما الله.
وفي مقالي هذا سأعرض ثلاثة من هذه المعاني التي يقدمها لنا يوم التأسيس، الأول منها هو معنى السيادة الوطنية الكاملة بدون نقصان ولا انتقاص، وهو معنى حرص أئمة وملوك السعودية، منذ الإمام المؤسس محمد بن سعود -رحمه الله- على التأكيد عليه في مفاصل تاريخية مهمة، ولم يحيدوا عنه في كافة الظروف، وسريعًا انتقل هذا المعنى إلى صفوف الشعب السعودي الذي أصبح سيدًا في أرضه، ووحَّد سيادته مع سيادة وطنه، مشكلًا درعًا سابغًا على جسد بلاده، وحصنًا أمينًا عليها.
يمنحنا يوم التأسيس معنى ثانيًا، ويؤكد عليه، ألا وهو (العمل)، فما كان لهذا الكيان الشامخ أن يجابه جميع التحديات التي واجهها على مدى تاريخه العريق لولا توفيق المولى عزوجل ثم العمل المخلص والدؤوب الذي بذله أجدادنا المؤسسون ذوو العزم والمثابرة، والمواطنون ذوو الانتماء الصادق وهاهي المصادر التاريخية والشواهد العمرانية أمامنا تؤكد كيف طوّع أولئك الأفذاذ أراضي الجزيرة العربية وملؤوها بالعمل والكدح والممارسة، في ملحمة إنسانية وحضارية ألهمت العالم بأسره.
أما المعنى الأهم الذي يؤكد عليه يوم التأسيس فهو المعنى الإيماني والروحاني الذي يمتلكه كيان التأسيس، وهو المملكة العربية السعودية، فنحن أمام وطن يمثل قبلة المسلمين، ومهوى أفئدة المؤمنين، ورايته تحمل الحق المطلق والحقيقة الناصعة، وهي (الشهادتان) اللتان تخفق بهما راياتنا وأفئدتنا، وهذا المعنى هو ما مكننا من أن نوجِّه جميع المعاني السامية الأخرى ليوم التأسيس لتكون حاضرة وشاهدة
لليوم وللمستقبل.