فريق علمي سعودي يتمكن من تحديد موقع سوق حباشة التاريخي

في إنجاز علمي جديد، وبعد دراسات بحثية وميدانية وآثارية بالتعاون بين ‫دارةالملك عبدالعزيز‬ ووزارة الثقافة وهيئة التراث، تمكن فريق بحثي متخصص من تحديد موقع سوق حباشة التاريخي؛ أحد أهم أسواق العرب في الجاهلية وصدر الإسلام، حيث قام الفريق بإجراء الدراسة البحثية والميدانية، وتدقيقِ المصادرِ، والمسح الأثري، وبعد النقاش العلميِّ مع أصحاب الاراء بشأن موقع السوق، تمَّ التوصل إلى تحديد موقع سوق حباشة التاريخي، وجرى تحديد موقعه على الضفة الجنوبية لوادي (قَنُوْنَا) في محافظة القنفذة جنوب منطقة مكة المكرمة، حيث يتوسط سهلاً فيضيًّا متسعًا، يحدُّه من جهة الشرق جبال (الدُرْبَة)، ومن جهة الغرب جبال (العِرْمِ) بمسافةٍ تمتد نحو خمسة كيلومترات، ويحده من جهة الجنوب جبل (أمِّ الرِّمْثِ) وما على سَمْتِهِ من السهل الفيضي، في منطقة متسعة سهلة تتوافر فيها مصادر المياه والغطاء الرعوي، كما يمرُّ بموقع السوق طريق (الجَنَدْ)، وهو من أهمِّ المعالم في تحديد موقع السوق.‬
ويعد سوق حباشة أحد أكبر وأعرق أسواق العرب الموسمية في الجاهلية وصدرِ الإسلام، وأكبر أسواق إقليم تهامة في غرب الجزيرة العربية، وامتدَّ تاريخه من العصرِ الجاهليِّ إلى العصر الإسلامي، حيث كان يقام كلَّ سنة لمدة ثمانية أيام في أول شهر رجب، ويشيرُ عددٌ من المؤرخين إلى صلة السوق بالسيرة النبوية الشريفة، حيث قرروا أنَّ الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قد تاجر فيه قبل البعثة، وظلَّ قائمًا كلَّ عام حتى سنة 197للهجرة.
وكان يمارس في السوق النشاط الاقتصادي والأدبي والثقافي متكاملاً مع سوق عكاظ التاريخي، الذي أعيد إحياؤه وأصبح فعالية ثقافية بارزة في المملكة العربية السعودية، بما يُمكِّن من الاستفادة منه في المجالات العلمية، والثقافية، والسياحية.