صدور كتاب التجارة والملاحة في ميناء ينبع خلال العصرين الأيوبي والمملوكي

تقييم المستخدم: 5 / 5

تفعيل النجومتفعيل النجومتفعيل النجومتفعيل النجومتفعيل النجوم
 

أضافت دارة الملك عبدالعزيز للمكتبة العربية عنوانًا جديدًا يركز الضوء على معلومات تاريخية مهمة عن ميناء ينبع خلال الحقبتين الأيوبية والمملوكية، حيث أصدر مركز تاريخ البحر الأحمر وغرب المملكة العربية السعودية التابع للدارة الكتاب الموسوم بـ (التجارة والملاحة في ميناء ينبع خلال العصرين الأيوبي والمملوكي 569-923هـ / 1174-1517م)، متناولاً العوامل المؤثرة في ذلك النشاط، والتي كان في طليعتها الأهمية الاقتصادية لهذا الميناء الواقع على ساحل البحر الأحمر، والذي تبوأ مكانة اقتصادية مهمة لكونه محطة في الطريق بين الشرق والغرب، وازدادت أهميته في عصر المماليك، واستمر في تأدية دوره في استقبال حجاج بيت الله الحرام، وقاصدي المسجد النبوي الشريف، إضافة إلى دوره الاقتصادي والتجاري في رسو السفن المحملة بالأغذية والملابس وغيرها من المنتجات الاقتصادية.
وقد فصَّل الكتاب الحديث عن النشاط التجاري في الميناء، والأسواق التجارية في مدينة ينبع التي تنوعت ما بين أسواق دائمة وموسمية وسنوية، وما فيها من بضائع يأتي في طليعتها الحبوب والفواكه والتمور والتوابل واللحوم ومن ضمنها الأسماك وغيرها، إلى جانب الأقمشة والأعلاف، كما يشير الكتاب إلى التنظيمات الإدارية في الميناء، وأهم الوظائف الإدارية والمالية فيه، ومنها الآمر والقاضي والمحتسب والجابي والصيرفي وغيرها.
مؤلفة الكتاب الأستاذة أحلام بنت سعيد الغامدي أكدت أن الكتاب يأتي كمحاولة لرصد حركة التجارة والملاحة في ميناء ينبع، في تلك الفترة التي لم تحظ بدراسة تاريخية مستقلة، فمعظم القدامى والمحدثين من المؤرخين تحدثوا عن الحياة الاقتصادية في الحجاز حديثًا عامًا، وكان تركيزهم في مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة، ولم تحظ ينبع ولا ميناؤها بعناية كافية من قبل الباحثين، وهذا ما حفَّز لدراسة النشاط التجاري والملاحي في هذا الميناء على وجه الخصوص؛ لأنه ثاني أكبر ميناء في الحجاز، والميناء الرئيس للمدينة المنورة، وهو ما يجعل تاريخه الاقتصادي موضوعاً خصبًا وجديرًا بالدراسة بصورة مستقلة ومفصَّلة، ويستدعي وضع دراسة اقتصادية تظهر أثر سياسة سلاطين الأيوبيين والمماليك في ازدهار حركة التجارة والملاحة في البحر الأحمر أو ضعفها، وأثر ذلك في ميناء ينبع خاصة، ومعرفة أسباب عنايتهم البالغة به، وبيان جهودهم في تطويره بقيامهم ببناء القلاع والحصون والمنشآت، وحماية طرق الحج التي كانت تمر به، وإنشاء المحطات وغيرها من الأعمال الإصلاحية، والكشف عن جوانب النشاط التجاري وحركة الملاحة فيه وأنماطه، ونشاط الأسواق فيه.