عدد جديد لـ "الدارة" يحكى بحوثًا تاريخية وجغرافية وأدبية عن الوطن والتاريخ العربي والإسلامي

بأبحاث ذات قيمة علمية متميزة، صدر مؤخرًا العدد الثاني من السنة الثامنة والأربعين (إبريل 2022م) لمجلة "الدارة" العلمية المحكمة، التي تصدر عن دارة الملك عبدالعزيز، وتعنى بنشر البحوث العلمية ذات العلاقة بتاريخ المملكة العربية السعودية وجغرافيتها وآدابها وآثارها الفكرية والعمرانية خصوصًا، والجزيرة العربية والعالم العربي والإسلامي عمومًا.
موانئ قبل الإسلام:
واحتوى العدد على ثلاثة بحوث علمية خاضعة للتحكيم العلمي، وتتسم بالأصالة، والمنهجية العلمية، والجدة في الموضوع والعرض، حيث كان البحث الأول تحت عنوان: (موانئ شرقي البحر الأحمر قبل الإسلام: دراسة تاريخية وحضارية)، للدكتور مروان بن غازي شعيب من قسم التاريخ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة الملك عبدالعزيز، حيث اعتنى في دراسته بتتبع تاريخ موانئ شرقي البحر الأحمر منذ القديم، ورصد تاريخ أهم هذه الموانئ، والإشكاليات بشأن تحديد مواقعها، وتتبع أثرها في فرض العرب سيطرتهم على البحر الأحمر في بعض الحقب التاريخية، كما أظهرت الدراسة تطور البحرية العربية في اعتمادها على السفن المصنوعة من الجلد، إلى شرائهم السفن الجاهزة، حتى وصولهم إلى صناعة السفن الخاصة بهم، وأبرزت بعض ملامح الاتصال الحضاري والثقافي بين منطقة غرب شبه الجزيرة العربية في منطقة الشمال الشرقي لقارة أفريقيا.
المرأة في أساطير الجهيمان:
أما البحث الثاني فكان تحت عنوان: (المرأة ومضمرات الحكاية في أساطير شعبية للجهيمان: قراءة في الأنساق الثقافية)، وهو من إعداد الدكتورة تهاني بنت عبد الله المبرك الأكاديمية من قسم الأدب بكلية اللغة العربية، في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، حيث تناول بحثها موضوع المرأة والدلالات المضمرة المتعلقة بها في كتاب (أساطير شعبية من قلب جزيرة العرب) لعبدالكريم الجهيمان، وهو كتاب يتضمن حكايات شعبية مدونة بالفصحى الميسرة، ويحمل طابع البيئة النجدية، فينقب البحث في المعاني الخفية التي تبني صورة المرأة، وتسهم في ترسيخ أفكار ليست في مصلحتها عادة، وتلك هي الأنساق الثقافية التي قد يمر بها القارئ دون أن يفطن لها ولما ترمي إليه.
أخطار بحرية:
جاء البحث الثالث والأخير من العدد تحت عنوان: (الأخطار البحرية في البحر الأحمر إبان العصر المملوكي 648-923هـ / 1250 – 1517م)، وقامت بإعداده الدكتورة ريما بنت صالح القرناس من قسم الدراسات الاجتماعية بكلية الآداب في جامعة الملك فيصل، والتي رصدت في هذا البحث الأخطار البحرية بنوعيها الطبيعية والبشرية التي تعرض لها البحر الأحمر إبان عصر الدولة المملوكية (648-923هـ / 1250 – 1517م)، وتناول البحث موقع البحر الأحمر وأهميته جغرافيا، ثم الأخطار البحرية الطبيعية كهبوب الرياح، والعواصف، والأمطار الغزيرة، والشعب المرجانية، والدوامات. ثم الأخطار البشرية كالقرصنة من بعض الأشراف، ومن العربان، والأسطول البرتغالي، وحرب الموانئ - التجوير - بين الدولتين المملوكية والرسولية، وهو ما عرض السفن والبحارة والملاحة في البحر الأحمر إلى خسائر مادية ومعنوية، وخسائر في الأرواح والممتلكات، وأخيرًا تطرق للإجراءات الوقائية التي اتخذتها الدولة المملوكية لتفادي هذه الأخطار، وحماية البحر الأحمر.