بحوث علمية متميزة في عدد مجلة الدارة الجديد

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

صدر لمجلة "الدارة" العلمية المحكمة التابعة لدارة الملك عبدالعزيز العدد الأول من السنة (48) بتاريخ يناير 2022م، والتي حملت بين طيات صفحاتها ثلاثة بحوث اتسمت بالمنهجية العلمية في كتابة وصياغة الدراسات العلمية، وذلك ضمن مباحث عريضة تنوعت بين الدراسة الأدبية، وعلم المخطوطات، وعلم التاريخ.
قنديل حذام:
بدئ العدد ببحث للدكتورة الجوهرة بنت علي النغيمشي (قسم اللغة العربية، كلية الآداب، جامعة الأمير نورة بنت عبدالرحمن)، تحت عنوان (جماليات العنوان في ديوان "قنديل حذام" لعبدالله سليم الرشيد)، حيث تناولت الدراسة الصلة الوثيقة بين عنوان ديوان (قنديل حذام) للشاعر عبدالله الرشيد وأكثر الحقول التي عنون بها الشاعر قصائده، وتمثلت في عنصر الصوت بمستويات مختلفة، وعنصر الزمان الذي ظهرت وطأته على وجدان الشاعر، والعنصر التراثي.
وقد اختير هذا الموضوع لكثرة المسائل المتعلقة بالعتبات عامة، والعنوان خاصة، ومدى ارتباطها بالقصيدة وغنائيتها ورمزيتها، وعناية الدرس النقدي الحديث بهذه الدراسات، وطبيعة البحث اقتضت مقاربة المنهج السيميائي مع الإفادة من بعض المناهج الأخرى لتبرز جمالية التشكيل وبعد دلالته بدقة.
تاريخ الحفظي:
انتقل بعدها العدد إلى دراسات المخطوطات، حيث طرح دراسة تحليلية للدكتور علي بن عوض آل القطب عسيري (قسم التاريخ، كلية العلوم الإنسانية، جامعة الملك خالد)، جاءت تحت عنوان: (مخطوط تاريخ الشيخ عبد الرحمن بن محمد الحفظي مصدرًا من مصادر تاريخ عسير في القرن الثالث عشر الهجري: دراسة تحليلية)، متناولًا المخطوط الذي يعد واحدًا من مصادر تاريخ عسير التي دونت الأحداث التاريخية في عسير ورصدتها في المدة الواقعة بين عامي ۱۲۱۳-۱۲۹۹ھ/۱۷۹۸-۱۸۷۲م، واعتنت الدراسة بمؤلف هذا الكتاب، العلامة القاضي عبدالرحمن بن محمد الحفظي، وبابنه القاضي حسن بن عبدالرحمن، الذي أكمل مهمة والده في تدوين الأحداث التاريخية، وحاولت الدراسة إماطة اللثام عن أوضاع تأليف هذا المصدر، ومعرفة السياق التاريخي الذي أسهم في دفع العلامة الحفظي وابنه إلى الكتابة التاريخية على هذا النحو، كما حاولت كشف الخصائص المنهجية، والأسلوبية، والعناية بموضوعاته المطروقة فيه، ومصادرة التي عول عليها في كتابة نصوصه.
المسيحية في الجنوب:
أما البحث الثالث والأخير في المجلة الذي أعده الأستاذ الدكتور عبدالعزيز رمضان (قسم التاريخ، كلية العلوم الإنسانية، جامعة الملك خالد)، فكان بعنوان: (إشكالية دخول المسيحية إلى جنوب الجزيرة العربية إعادة تقييد في ضوء روايات المصادر البيزنطية والمسيحية الشرقية)، حيث أشار الباحث إلى اتفاق الباحثين الحديثين على أن المسيحية وجدت لها طريقا إلى جنوب الجزيرة العربية قبل الإسلام، إلا أن الظروف التي هيأت لها ذلك لم تنل اهتمامًا كبيرا في دراساتهم. وتركز أكثر الدراسات الحديثة على مجتمع مسيحيي نجران في مطلع القرن السادس، وما تعرضوا له من اضطهاد على يد الملك اليهودي يوسف ذي نواس، لكونه الحادث الأكثر شهرة في تاريخ مسيحية جنوب الجزيرة العربية، ولورود أخباره بالتفصيل في المصادر التاريخية، وفي تضاعيف هذه الدراسات نادرًا ما يشار إلى الروايات المصدرية المتعلقة بدخول المسيحية إلى المنطقة، وإن حدث ذلك فغالبًا ما تكون إشارة عرضية إلى اختلاف هذه الروايات، ولذلك كان هدف هذه الدراسة الحالية مناقشة تلك الروايات في المصادر البيزنطية والمسيحية الشرقية المختلفة، في محاولة لاستخراج ما يمكن أن تشي به من دلالات حول ظروف دخول المسيحية إلى جنوب الجزيرة العربية.