توقيع إتفاقية تعاون مع هيئة تطوير بوابة الدرعية

وقعت دارة الملك عبد العزيز إتفاقية تعاون مع هيئة تطوير بوابة الدرعية، وذلك في إطار تعميق التعاون بين الجانبين في العديد من المشاريع والمبادرات المشتركة، حيث تُعد الاتفاقية الحالية إلحاقاً لمذكرة التفاهم الموقعة بين الجانبين العام الماضي، بهدف تتويج عدد من الأعمال السابقة والبدء بتنفيذ مشاريع ومبادرات تراثية وتاريخية وثقافية جديدة خاصة بالتاريخ المهم للدرعية "أرض الملوك والأبطال"، في ظل ما تمتلكه الدرعية من مخزون تراثي مهم وإرث ثقافي وحضاري عريق، يمتد لأكثر من ثلاثمائة عام.

ووقع الاتفاقية كل من معالي الدكتور فهد بن عبدالله السماري أمين عام دارة الملك عبد العزيز المكلف وسعادة الأستاذ جيري إنزيريلو الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير بوابة الدرعية.    

من جهته أكد معالي الدكتور فهد السماري على الأهمية التي يمثلها هذا التعاون بين الجانبين، والذي يصب باتجاه تعزيز الجانب التوثيقي للدرعية، عبر الاستفادة من خبرات الدارة في هذا المجال، بالشكل الذي يعكس تاريخ الدرعية ويبرزه ثقافياً على نطاق أوسع وأكثر شمولاً وتعدداً، وبما يتوازى مع أهمية الدرعية كعاصمة للدولة السعودية ونواة تأسيسها عام 1727م.

وعبر سعادة الأستاذ إنزيريلو عن سعادته بتوقيع الاتفاقية التي تمثل استكمالاً لمسار التعاون بين الدارة والهيئة، حيث تشمل التعاون في مبادرات ومشاريع رئيسية، من ضمنها مبادرة "خط الدرعية"، ومبادرة "جماليات المخطوطات في الدرعية"، ومبادرة "الدرعية في الخرائط التاريخية"، إضافة إلى "مشروع التوثيق الشامل" لتاريخ الدرعية "جوهرة المملكة"، مؤكداً أن هذا المشروع يكتسب أهميته من المواقع التراثية العالمية المتنوعة في الدرعية التاريخية، والتي من أبرزها حي الطريف التاريخي، المسجل ضمن قائمة اليونيسكو للتراث العالمي.
وتعتبر مبادرة "خط الدرعية" مبادرة تراثية وبحثية وتقنية، تستهدف إحياء خط باسم الدرعية، مستوحى من الخطوط القديمة المستخدمة في "جوهرة المملكة"، خاصة أثناء الدولة السعودية الأولى (1727 – 1818م)، وإبرازه للواجهة الثقافية، والعمل على عدة مبادرات للاحتفاء بهذا الجانب الثقافي الهام لتاريخ الدرعية.

أما المبادرة الثانية التي تم العمل عليها ضمن الاتفاقية بين الجانبين، فهي مبادرة كتاب "جماليات المخطوطات في الدرعية"، الذي يتضمن صوراً حصرية لمخطوطات نادرة كُتبت في مدينة الدرعية، إضافة إلى أن الكتاب يحتوي على أبرز الزخارف النباتية والهندسية والتي استخدمت لتزيين المخطوطات، وكذلك تطور جوانب الفنون وجمالياتها المرتبطة بالوراقة في ذلك العصر، الذي يمثل ذروة ازدهار الثقافة والفنون في الدرعية.

ومن بين المشاريع التي يتم العمل عليها أيضاً مشروع "الدرعية في الخرائط التاريخية"، وهو كتاب يرصد الخرائط الجغرافية النادرة عن الدرعية التاريخية، والتي نُشرت في العديد من دول العالم على مدار القرون الثلاثة الماضية، إضافة إلى مشروع "التوثيق الشامل"، الذي يهدف لتوثيق تاريخ الدرعية الاجتماعي والثقافي والسياسي والعلمي والعمراني والتراثي بشكل متكامل، للاستفادة من هذا الإرث العريق، وتسليط الضوء عليه، وتعريف النشء والأجيال الشابة والقادمة بقيمة وأهمية "جوهرة المملكة".

يشار إلى أن الاتفاقية بين هيئة تطوير بوابة الدرعية ودارة الملك عبد العزيز تتضمن أيضاً العديد من مجالات التعاون المختلفة في المجال التراثي والثقافي بالدرعية التاريخية، كما أنها تأتي ضمن مجموعة من الاتفاقيات ومذكرات التعاون التي تُبرمها الهيئة مع عدد من الجهات الحكومية والقطاع الخاص، في إطار تنفيذ مشاريعها التطويرية والتراثية والتنموية والسياحية المختلفة ضمن نطاقها الإشرافي، لتحويل "جوهرة المملكة" إلى أحد أهم أماكن التجمع الإنساني في العالم.