بحوث علمية ذات عناوين مميزة تصدرها مجلة الدارة في عدد جديد

طرحت مجلة "الدارة" العلمية المحكمة الصادرة من دارة الملك عبدالعزيز عددها الرابع من السنة (47) بتاريخ أكتوبر 2021م، مشتملًا على أربعة بحوث علمية متميزة في العنوان والطرح والاستنتاج، تنوعت في موضوعاتها بين الجوانب التاريخية والآثارية والأدبية، تحقيقًا لأهدافها ورؤيتها ورسالتها التي تسير بمقتضاها.

مصادرات قايتباي:
بدأ العدد ببحث عنوانه (المصادرات المالية في عهد السلطان الأشرف قايتباي في الفترة 872-901هـ / 1468-1496م)، وهو من إعداد الدكتور عبدالعزيز بن فايز القبلي من قسم التاريخ بكلية الآداب في جامعة الملك سعود، حيث تناول في دراسة تاريخية تحليلية ظاهرة المصادرات المالية في عهد السلطان قايتباي الذي شهد عهده في الفترة (872-901هـ / 1468-1496م) عددًا من المصادرات المالية التي كانت سمة بارزة اتسم بها ذلك العهد، حيث ركزت الدراسة في الأسباب والدوافع التي أسهمت في انتشار تلك المصادرات من مختلف الشخصيات العسكرية والمدنية، وأثرها في السلطة المملوكية وفي فئات المجتمع سياسيًّا، واجتماعيًّا، واقتصاديًّا، وإداريًّا، وما الأساليب التي استخدمتها السلطة المملوكية في تلك المصادرات ؟

شاهد المعلاة:
يأتي البحث الثاني من العدد تحت عنوان (نقش شاهدي من مقبرة المعلاة لامرأة تسمى: فاطمة بنت عبدالله بن عبدالملك الخريجي)، وهو من إعداد الدكتورة زهراء بنت أحمد الزيلعي من قسم الآثار بكلية السياحة والآثار في جامعة الملك سعود، حيث يدرس البحث نقشًا من نقوش قبور مقبرة "المعلاة" الشهيرة في مكة المكرمة، وهو محفوظ مع مجموعة من الأحجار الشاهدية في متحف الآثار والتراث بمكة المكرمة، وتعود إلى حقبة تاريخية في المدة من (ق1-5هـ / 7-11م)، وقد انتقي هذا النقش من ضمنها لحتوائه على صيغ من الأدعية بعضها نادر جدًّا، فضلًا عن كونه يحمل اسم امرأة نسبتها تحتمل عدة قراءات، ترجح الدراسة منها قراءة (الخريجي)، التي يُنسب إليها كثير من أسرة تنتشر في مناطق مختلفة من المملكة العربية السعودية، وقد كُتب النقش بخط كوفي متقن خالٍ من الإعجام ومجرد من تحليات أو ليونة في حروفه، وهو ما يؤهله لأن يكون من النماذج الكوفية التي تُحتذى، ولا سيما تلك المنسوبة إلى مكة المكرمة وإلى الحجاز بصورة عامة.

إحياء سكة الحجاز:
ينتقل العدد بعدها إلى البحث الموسوم بـ (جهود المملكة العربية السعودية لإحياء سكة حديد الحجاز 1344-1402هـ / 1925-1982م)، الذي أعده الدكتور محمد بن عبدالرحمن السلامة، من قسم التاريخ في كلية اللغة العربية والدراسات الاجتماعية بجامعة القصيم، حيث تناول تلك المحاولات لإعاده إحياء سكة حديد الحجاز الممتدة من مدينة دمشق إلى المدينة المنورة، التي دُمرت في أثناء أحداث الثورة العربية عام 1334هـ / 1915م، وذلك خلال المدة الممتدة من عهد الملك عبدالعزيز حتى توقفت تلك المحاولات في عهد الملك خالد، فيسلط البحث الضوء على الجهود الرسمية التي بذلتها المملكة العربية السعودية مع الدول المعنية بالسكة، والسلطتين البريطانية والفرنسية، وأهم الاجتماعات والمؤتمرات التي عُقدت لتحقيق ذلك، ونتائجها،

مدرسة المدينة الشعرية:
وجاء البحث الأخير في العدد تحت عنوان: (مدرسة المدينة المنورة في رواية الشعر في القرون الثلاثة الأول بين الانبعاث والأفول)، وهي دراسة وصفية تحليلية من إعداد الباحث الأستاذ إبراهيم بن سعد الحقيل من إدارة التعليم بالمجمعة، حيث تناول نشأة مدارس رواية الشعر، وأسباب نشوئها، وأشهرها مدرستا العراق: البصرة والكوفة، وعُني البحث بوجه خاص بمدرسة المدينة المنورة التي رأى الباحث أنها لم تحظ بالدرس الكافي، فناقش نشأتها من الناحيتين التاريخية والأدبية، وذكر أسباب تلك النشأة، والمراحل التي مرت بها، وتمثلت في الرُّواد من روات، ثم الرواة الجُمّاع، ثم الرواة المصنفين، واختتم البحث بتتبع خصائص المدرسة المدنية النابعة من سمات رواتها والمصنفين فيها، وخلص إلى أن للمدينة المنورة قدم سبق في رواية الشعر، وأن لرواتها أثرًا في روايته وتدوينه، لكن قوة المركز في بغداد والكوفة والبصرة أخفت صوتها، وجعلتها شبه منسية، وهو ما يدعو إلى مزيد من البحث والتنقيب في المصادر لإعطاء صورة حقيقية عن مثل هذه المراكز العلمية.