الأمين العام المكلف.. المكتبة الوقفية جمعت الملك عبدالعزيز والملك سلمان على الاهتمام بالكتاب

أشار معالي الدكتور فهد بن عبدالله السماري إلى أن ارتباط الملك عبدالعزيز بالكتاب ارتباط فعلي أصيل وليس شكليًّا، كما تشير الدلائل التاريخية ومنها مادة المحاضرة، وأن هذا الأمر أصبح ديدن القيادة حتى يومنا.
وأكد معالي الأمين العام المكلف لدارة الملك عبدالعزيز في محاضرة له عن «الكتب والنشر في إستراتيجية الملك عبدالعزيز» شهدها معرض الرياض الدولي للكتاب اليوم السبت ٩أكتوبر على أن الملك عبدالعزيز عني بالكتاب قبل أن يوحد المملكة العربية السعودية، ما يدلل أن العلاقة بينهما كبيرة وقديمة، حيث قرأ الملك المؤسس على والده الإمام عبدالرحمن عددًا من الكتب وبخاصة أن الإمام له دراية بالطب النبوي وتطبيقاته، وأضاف معالي الدكتور السماري أن الملك عبدالعزيز قرأ واستمع إلى تاريخ أجداده وآبائه في الدولة السعودية الأولى والثانية والتفكير فيها وتحليلها لمعرفة أسرار الاستمرار، وكان دائمًا ما يستذكر تاريخهم ويفتخر به حين كان خارج أرض الوطن ليستجمع قواه لاسترداد الحكم، وكان آنذاك في عقده الثاني.


وذهب معالي الدكتور فهد السماري بالحديث إلى السنة الأولى لضم الملك عبدالعزيز مكة المكرمة حيث أمر بإصدار صحيفة أم القرى حيث استثمر مطبعتها الضخمة آنذاك في طباعة الكتب، وإنشاء مكتبة وقفية تتاح للجميع، وإعادة طباعة أمهات الكتب لينقذ كثيرًا منها من الزوال ما يمثل منهجًا لإحياء التراث العربي .
كما كان الملك عبدالعزيز شغوفًا بالكتاب حتى أنه حين كان يسافر بالجمل كان القراء يحاذون جمله بجمالهم بالتوالي حيث يقرأ عليه من العقيدة وما أن ينتهي يحاذي قارئ آخر ويقرأ شيئًا في اللغة أو في التاريخ، ثم ينادي علي الشيخ العجيري ليقرأ له شواهد من البطولات والكرم والشجاعة، كل ذلك في رحلات الملك عبدالعزيز على الجمال .
وذكر معالي أمين دارة الملك عبدالعزيز المكلف أن المؤسس طيب الله ثراه لم يكن متحيزًا لكتب دون أخرى أو منحازًا في مسألة الكتب لمذهب من المذاهب الأربعة دون آخر مستدلًّا بمحتويات المكتبة الملكية الخاصة التي تحتفظ بها الدارة، حيث شملت كتبها كل المذاهب، كما أنها تحتوي كتبًا في مختلف العلوم والفنون واللغة العربية والفلك فلم تكن مكتبة دينية بحتة، ودليل ذلك أنه أمر بطباعة كتاب (مناسك الحج على المذاهب الأربعة)،كما أن اهتمام الملك عبدالعزيز بالكتاب - حسب الدكتور السماري- جعله يتجه إلى الإفادة من مطابع الهند وسوريا ومصر لطباعة مزيد من النسخ بأسرع وقت.
كما أشار الدكتور السماري إلى التنوع الكبير في الكتب المهداة للملك عبدالعزيز من قبل مؤلفين من الأرجنتين والبرازيل ومصر وسوريا ودول المغرب العربي وغيرها وذلك لتقديرهم لشخصية الملك المؤسس .


وقارب معالي الدكتور السماري في محاضرته بين شخصية الملك عبدالعزيز وشخصية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في العناية بالكتب لكونها مفتاح المعرفة في موقفين متشابهين، فالملك عبدالعزيز زار مدرسة الأمراء ولم يجد أبناءه الطلاب فاستغرب ذلك من حرصه على تعليم أنجاله، لكنه اطمأن بعد أن بلغ أن مديرها أذن لهم بإجازة كاملة، ومثل ذلك ما يفعله الملك سلمان بن عبدالعزيز فهو قد وجه الدارة بإرسال نسخ من إصداراتها إلى أبنائه وحين يجتمع إليهم يسألهم واحدًا واحدًا عن إتمام قراءتهم لها، تأكيدًا منه على قيمة الكتاب داخل أفراد أسرته.


كما أكد على أن رعاية واهتمام الملك سلمان بن عبدالعزيز بمكتبة الملك عبدالعزيز (المكتبة الوقفية) وتحويلها إلى مجمع الملك عبدالعزيز للمكتبات الوقفية ووفق نظام حديث إداريًّا وعلميًّا هو الموقف نفسه مع فارق الظروف والوقت للملك المؤسس بإنشاء المكتبة الوقفية بمكة المكرمة.
وتناول معالي الأمين العام المكلف لدارة الملك عبدالعزيز في المحاضرة التي ستبث على "قناة اليوتيوب الخاصة بالدارة" إلى عدد من الموضوعات ذات العلاقة مثل دور الوقف آنذاك في دعم الكتاب، ومجلس الملك عبدالعزيز المسائي اليومي وما فيه من تنظيم دقيق للقراءة والمناقشة، ودوره في ترسيخ القراءة في سلوك أبنائه، كما تطرق إلى تجارب عملية مع الملك سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة الدارة تدل على حرص خادم الحرمين الشريفين- يحفظه الله - على نشر الكتاب بعيدًا من الإسفاف أو التملق أو التكسب، وذلك في إجاباته على مداخلات الحضور.