سلسلة أفلام وثائقية بعنوان (فلسطين شمعة لم تنطفئ) ترصد الدعم السعودي للقضية

أطلقت دارة الملك عبدالعزيز سلسلة (فلسطين. شمعة لم تنطفئ) ضمن سلسلة أفلامها التوثيقية وذلك عبر منصاتها الإعلامية الاجتماعية، وتتطرق السلسلة التوثيقية في أربعة أجزاء إلى أهمية القضية الفلسطينية في الوجدان السعودي، وحرص المملكة العربية السعودية ملكًا وشعبًا على حماية حرمة المسجد الأقصى من التدنيس والاعتداء الصهيوني، وتأكيد حق الشعب الفلسطيني بتحرير أرضه والعيش عليها بسلام وإنسانية حرة، واستخدام الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- مكانة المملكة المتصاعدة في العالم للرفع بصوت جراحات الفلسطينيين والعدوان الواقع عليهم، ومناقشة من يلتقيهم من الرؤساء والمسؤولين الأمريكيين والأوربيين في ضرورة حل القضية الأم للعالم العربي والإسلامي، كما تتضمن السلسلة الأرشيفية تفاصيل معركة مستعمرة "الزرّاعة" الصهيونية التي استمرت لأكثر من (12) ساعة حيث اقتحم فيها الجيش السعودي الخندق والأسلاك الشائكة المكهربة وحارب القوات الإسرائيلية داخل المستعمرة، كما أعادت الدارة أحاديث مصورة لبعض الجنود السعوديين المشاركين في حرب 1948م بين العرب والصهاينة يذكرون فيها الحماس والإرادة الشعبية السعودية عام النكبة الفلسطينية ويعكسون في ثنايا مذكراتهم الفلمية حرص القيادة السعودية على المشاركة مع الجيوش العربية لإنقاذ فلسطين وأولى القبلتين من المستعمر الصهيوني وإذلاله للأرض والإنسان في فلسطين، اقتطعت هذه الأحاديث من فيلم "نداء الشهامة" الذي أعدته وأنتجته الدارة وأصبح من أهم الوثائق المتداولة عن القضية الفلسطينية.

وعرض الجزء الأول بالوثائق بدايات اهتمام الملك عبدالعزيز بالقضية وإخلاصه ووفاءه للقضية المحور في السياسة العربية، ودفعه بالمتطوعين والنظاميين من الجنود إلى الالتحام مع جيوش الدول العربية في الحرب ضد الصهاينة، وكان المتطوعون يعبرون عن إيمان الشعب السعودي بفلسطين، وبواجبهم الإسلامي، وضرورة المشاركة في العمل الحربي الميداني لصد المحتل المعتدي.

وتضمنت المادة التوثيقية في الجزء المنشور وثائق مهمة تدل على العلاقة المستمرة بين المملكة العربية السعودية والقضية الفلسطينية والترابط الروحي حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي حفظ العهد من الملك عبدالعزيز وإخوانه الملوك وقدم الكثير من الدعم بأنواعه المختلفة للقضية الفلسطينية، كما قدم النموذج الأمثل للوقوف مع الفلسطينيين في أحلك الظروف.

 ومن تلك الوثائق المضمنة نسخةٌ من الصفحة الأولى لصحيفة أم القرى الرسمية تضم خبرًا عن زحف الجيش السعودي ووصوله للمدن الفلسطينية، كما ظهرت صورة لقائد الجيش السعودي سعيد بك  الكردي وهو يشرح لجنوده الخطة الإستراتيجية لمشاركة الجيش في حرب 1948م، كما أورد الجزء صورة للملك عبدالعزيز وهو يستعرض القوات المسلحة في بداية تأسيسها النظامي وبجواره ولي العهد الأمير سعود بن عبدالعزيز وبعض القادة العسكريين وذلك في مكة المكرمة، وظهرت في أثناء المادة صور بعض الجنود السعودية مذيلة بأسمائهم، وكذلك مشاركة شعرية بهذه المناسبة الشهمة.

كما بثت الدارة الجزء الثاني من السلسلة، والذي كشف عن جذور الترابط الروحي والسياسي الذي يعود إلى عهد الملك عبدالعزيز حين أرسل مفتي القدس عام ١٩٣٦م رسالة له يطلبه المساعدة والعون ضد طغيان سلطة الانتداب البريطاني فرد عليه الملك المؤسس بأن فلسطين: "بؤبؤ عيني لا يمكن التنازل عنها".

كما تضمنت المادة التاريخية وثائق فوتوغرافية، ورسالة أرسلها الملك عبدالعزيز للرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت مؤرخة في مارس عام ١٩٤٥م يؤكد فيها على ما تمخض اللقاء بينهما في موقع البحيرات المرَّة قبل أشهر، ومما تضمنته الرسالة الرسمية قول الملك عبدالعزيز محذرًا ومستقرئًا مستقبل الشرق الأوسط ومستنكرًا:" إن تكوين دولة يهودية في فلسطين سيكون مهددًت للسلم باستمرار".

 وستظهر الأجزاء الثلاثة التي ستبث لحاقًا مزيدًا من الوثائق المكتوبة والصوتية والفوتوغرافية والفلمية التي حفظتها دارة الملك عبدالعزيز وتظهرها بين فينة وأخرى حول القضية العربية والإسلامية الأولى حيث عنيت بتوثيق العلاقة العميقة دبلوماسيًّا وعسكريًّا واقتصاديًّا مع فلسطين، وأصدرت عددًا من الكتب التوثيقية عن ذلك، وأعدت ملفًّا متكاملًا عنها تغذيه بالجديد من الوثائق التاريخية كلما أتيح ذلك.